من وراء رفاهة
إيمان خانكان
المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة رفاهة لتنظيم المعارض والمؤتمرات
بدأت رحلتي المهنية في عام 2009 في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، حيث التحقت بقسم خدمات الطلبة الخريجين، وتحديدًا في مكتب الفعاليات والأنشطة. ومن خلال عملي في بيئة متعددة الثقافات والدول، اكتسبت تقديرًا عميقًا لاختلاف وجهات النظر وأنماط العمل المتنوعة – وهي تجربة أسهمت بشكل كبير في تشكيل رؤيتي المهنية وصقل مهاراتي.
خلال هذه المرحلة التأسيسية، اكتشفت شغفي الحقيقي بتخطيط الفعاليات، التنسيق الاستراتيجي، والابتكار الإبداعي. وسرعان ما أدرك قادتي إمكانياتي الفريدة في هذا المجال، لأصبح قوة محركة خلف العديد من الفعاليات واسعة النطاق على مستوى الجامعة والأقسام المختلفة. وقد توسع نطاق عملي ليتجاوز أسوار الجامعة، حيث شاركت بفاعلية في دعم الأسر المنتجة في مدينة جدة من خلال تصميم فعاليات مجتمعية هادفة موجهة إليهم.
على مر السنوات، حظيت بفرصة قيادة التخطيط والتنفيذ لبعض من أبرز فعاليات الجامعة وأكثرها تأثيرًا، مثل: مهرجان الطعام، معرض الثقافات العالمي، معرض المهنة، ومهرجان رمضان، بالإضافة إلى عدد من البرامج الأكاديمية مثل: عشاء العمل الخرجين ، لقاءات بناء العلاقات، وبرامج التهيئة للطلبة الجدد. كما ساهمت في تأسيس نادي الطلبة، ولعبت دورًا محوريًا في تنظيم حفلات التخرج والاحتفالات المؤسسية الأخرى.
ومن الإنجازات التي أفتخر بها خلال عملي في مكتب الفعاليات، تأسيس مكتب الحياة السكنية والأنشطة – وهو الأول من نوعه في المملكة العربية السعودية. من خلال هذا المكتب، صممت وقُدت برامج الحياة الطلابية في السكن الجامعي، حيث أشرفت على فريق من الطلاب الخريجين الذين نفذوا 22 فعالية شهرية تحت إشرافي المباشر، مما ساعدهم على تطوير مهارات القيادة وخدمة المجتمع.
وفي عام 2022، اتخذت مسيرتي المهنية منعطفًا جديدًا مثيرًا، حيث انتقلت إلى عالم الأعمال، والابتكار، والمشاريع الوطنية الكبرى، مما أتاح لي التعرف بعمق على الجانب المؤسسي والاستراتيجي لتنظيم الفعاليات. التحقت بـ معهد التحول الوطني (NTI) في كاوست، وتوليت قيادة تنظيم فعاليات قطاع الأعمال، والمعارض العالمية، والبرامج التنفيذية. وقد عززت هذه التجربة شغفي بمجال الابتكار، ودعم ريادة الأعمال، وبرامج تطوير الشركات الناشئة، مما مكنني من بناء محفظة خبرات متكاملة تشمل كلًا من الفعاليات الترفيهية والاحترافية.
ومن بين أبرز الفعاليات التي قُدت تنفيذها: المؤتمر العالمي لـ IEEE، البرنامج الصيفي للوايبو WIPO، وورش عمل C4IR Mobility – وكلها متوافقة مع أهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030. وقد ساعدتني هذه المشاريع على تعزيز قدرتي في إدارة التعقيد، وضمان معايير تنفيذ عالية، وبناء شراكات استراتيجية على مستوى عالمي.
وفي عام 2017، شعرت بأن لدي طاقة وطموحًا يتجاوزان دوري الوظيفي. كانت لدي رغبة قوية في مشاركة خبرتي خارج أسوار الجامعة. وفي ذلك العام، أسست شركة رفاهة لتنظيم المعارض والمؤتمرات، في وقت كان فيه قطاع الفعاليات الترفيهية وفعاليات الأعمال في المملكة لا يزال في طور النشأة. بادرت بإطلاق وتنفيذ أحد أوائل المعارض التعليمية الدولية في المملكة: المعرض الدولي للتطوير التعليمي، والذي حقق نجاحًا واسعًا ونال اعترافًا كبيرًا، وألهم مبادرات مماثلة في مختلف أنحاء المملكة.
ورغم أنني لم أكن قادرة على التفرغ الكامل حينها واستلام العروض التي اتيحت لي ، إلا أن الحلم ظل حيًا. ومع انطلاق رؤية 2030، شعرت بترابط شخصي مع أهدافها، واخترت أن أُكرّس نفسي بالكامل، لنقل خبراتي المتراكمة عبر السنين لأبناء بلدي والأجيال القادمة،وتحويلها الى أفكار رائدة تجمع بين سنوات الخبرة، والوعي الثقافي، والتميز المهني.
اليوم، تمثل رفاهة خلاصة كل ما تعلمته وعشته. فالفعاليات بالنسبة لي ليست مجرد مهنة – بل هي رسالة، ومنصة، وأداة قوية للتغيير. لقد عملت على جميع المستويات الإدارية والتنظيمية في هذا المجال، وأتعامل مع كل مشروع بدقة، وابتكار، والتزام راسخ.
لقد كانت الدقة، والالتزام، والاحترافية هي الأسس التي بنيت عليها مسيرتي. ومن خلال شركة رفاهة، أطمح إلى تقديم فعاليات استثنائية، غنية ثقافيًا، وموجهة بالهدف، لا تكتفي بترك الأثر بل تُسهم في رفع اسم المملكة العربية السعودية عالميًا.













